محمد قناوي يكتب: صبري ونرمين ثنائي رائع «على الهامش»

محمد قناوي
محمد قناوي

نجاح أي عمل درامي يرتبط ارتباطا وثيقا بالمجهود المشترك لكل عناصره الفنية بداية من اختيار الفكرة الجيدة، والموضوع الذى يناسب طبيعة المجتمع وتقاليده، ودقة رسم الشخصيات الدرامية والتوفيق في اختيار فريق العمل، والقدرة على رسم الصراع المتوازن، وقوة الحبكة الدرامية، وعدم وجود فجوة في الأحداث، مع الحفاظ على الخط الدرامي المتوازي وعدم الانحراف عنه وهذا ما أثبتته حكاية "علي الهامش" والتي تم تقديمها ضمن حكايات مسلسل "إلا أنا" والذي يكتب فكرته الكاتب يسري الفخراني، فأول عناصر نجاح حكاية "علي الهامش" السيناريو الذي كتبته أماني التونسي، والذي جاء متقن الحبكة الدرامية والمعالجة الجادة لقضية إجتماعية هامة وتمكنها من تقديم بناء درامي متصاعد مع عناية فائقة بأدق التفاصيل في كل مشهد حتي لو كان مشهدا بطله ممثل أو ممثلة شابة أو وجه جديد،  ومرورا بممثلين رائعين في الأداء والقدرة علي التقمص في مقدمتهم الفنان "صبري فواز" الذي يعيش حالة من النضوج الكبير بسبب التجارب الفنية المتنوعة التي قدمها تليفزيونيا وسينمائيا واصبح يمتلك القدرة على التنوع في الاداء وفي نفس الوقت الصدق الشديد للشخصية التي يقدمها لدرجة أن الجمهور كره شخصية "رفعت" التي قدمها "فواز" في الحلقات كأنها شخصية حقيقة ، وشكل مع نرمين الفقي ثنائي فني رائع ، وقد استفادت"نرمين" من حالة النضوج الفني التي تعيشها في المرحلة الحالية والتي برزت في أخر اعمالها "لؤلؤ" و"ضل راجل" و"النمر" والقدرة علي الانتقال السلسل من شخصية إلي اخري تؤديها، كان آخرها شخصية "ياسمين" في حكاية"علي الهامش" واستطاعت "الفقي" الحفاظ علي الشعرة الرقيقة بين حياة السيدة الارستقراطية التي عاشتها مع زوجها واولادها وبين شخصية السيدة المكافحة التي يطردها زوجها في الشارع بعد حياة مرفهة تماما وتلجأ للسكن في حارة شعبية، فقللت من اناقتها في الملابس والمكياج لتناسب الوضع الجديد الذي تعيشه ولتبدو مقتعة للمشاهد الذي عاش معها لحظات التحول، والخلاصة نجح "صبري فواز"و"نرمين الفقي"في تطويع قدراتهم التمثيلية وادواتهم الإبداعية في خدمة الشخصيات التي قدموها وبثوا فيها روحا، فأصبحت شخصيات من لحم ودم يمكن أن تراها بين جيرانك، وفي الشارع أو الحي الذي تعيش فيه، فقدموا شخصيات حقيقة تفاعل معها المشاهد طوالي الحلقات الثماني، كما قدمت "جيهان خليل" دور الصديقة الخائنة لصديقتها ببراعة كبيرة لدرجة أنها أصبحت عدوة للسيدات الذين تابعوا الحلقات بعد إتقانها الشديد للدور الذي قامت به.. ووصولا الي مخرج العمل "أحمد شفيق" والذي يبعث فينا الامل مع كل عمل درامي يقدمه بجيل من المخرجين الشباب الذي يمتلك الموهبة والابداع لإستكمال مسيرة كبار مخرجينا الكبار الذين اسسوا وارتقوا بالدراما المصرية لعنان السماء ،فقدم "شفيق" صورة مبهرة وابداعا متميزا وحافظ طوال الحلقات علي الايقاع المثير للانتباه.

حكاية"على الهامش"حكاية واقعية عاشتها العديد من النساء، واجمل ما فيها أنها جاءت مباشرة فقصة خيانة الصديقة لصديقتها، يمكن أن تحدث في أي بيت، وكثير ما سمعنا وقرأنا عن  الضربة التي تأتي من أقرب الأصدقاء وبسبب الثقة المفرطة التى تمنحها الزوجة لإحدى صديقاتها لدرجة البوح بكل تفاصيل حياتها، ثم تأتي الطعنة عندما تحاول الصديقة التقرب للزوج وإفساد حياة الأسرة فكثيرًا ما تحدث هذه الأحداث  التى نراها في المسلسل وتتجسد في الواقع ونرى في الحياة نماذج كثيرة لهذه الشخصيات التى نتابعها على الشاشة.